يتميز المجتمع المصري بشئ غريب لا أعتقد أنه موجود في أي مجتمع آخر على وجه الأرض ، وهو تمسكه بمجموعة من التقاليد البالية القديمة التي لم تعد تواكب العصر أو الزمن الذي نعيشه ، وفي الوقت ذاته يتخلي عن التقاليد الجميلة التي تحفظ للمجتمع والشخصية المصرية أصالتها وتميزها.
فمن واقع خبرتي المتواضعة التي لا تتجاوز العقدين من الزمان وجدت مجموعة من السلبيات التي لا نحتاجها في حياتنا وأرى أنها تضر المجتمع أكثر من إفادته ، سلبيات فوجئت بأن معظمها نابع من الشعب المصري ذاته ولم ينزل بها الله من سلطان ، وكلما تزايدت هذه السلبيات رسوخاً كلما تناقصت الإيجابيات النابعة هي الأخرى من الشخصية المصرية .
وحاولت حصر بعض السلبيات التي نبتلي بها في مجتمعنا المصري ، وفي الوقت ذاته حصراً آخر لبعض الإيجابيات التي أرغب في أن تزيد في مجتمعنا لعلنا ننتبه ونتعلم ونصحح الوضع المتدهور الذي نعيش فيه.
· أول هذه السلبيات سلبية النظافة ، ربما يندهش البعض ، ولكني أرى أن هذه نقيصة تنبع من الشعب المصري ذاته .
لماذا لا يستحم المواطن المصري؟ سؤال يطرح نفسه؟ هل يظن مثلاً أن رائحته الكريهة تعطيه عبقاً ساحراً يجذب النساء؟ أم أنه عكس الحديث الشريف " النظافة من الإيمان" إلى عدم النظافة مثلاً ؟ أعتقد كل من يستقل أي وسيلة مواصلات عامة سيعاني من هذه المشكلة خاصة في الصيف الذي ينعقد بين المواطن المصري وبين الدش علاقة عداوة شديدة ،تخيل الوضع معي لو للحظة ، الجو حر نااااااااااار ، وراكبين اتوبيس أو مترو، والدنيا زحمة وخنقة ومش قادر تاخد نفسك تلاقي حد قعد جنبك ريحته عرق شنيع والمشكلة أنه عادي ولا كأنه حاطط بارفان من كريستيان ديور ، في بعض الأحيان استطيع أن أفهم لماذا يقتل الناس بعضهم البعض لأتفه الأسباب.
لا يقتصر الوضع علي المواصلات العامة بل على المراحيض العامة ، ياجماعة أبوس أيديكو شدوا السيفون ، إيديكم هاتتكسر؟ ، الواحد يدخل سينما أو مول أو حتى في كلية أو مدرسة أو أي مكان عام والسلام وتلاقي الحمام غير صالح للاستخدام الآدمي على الإطلاق ، وتسأل ليه كده يقولك مش مشكلة أحنا مش في بيتنا ، مانت اكيد في بيتك كده!!!!
اللي يغيظ ويخلي الواحد يشد في شعره أن الناس بترفض تمشي على الرصيف ، هاتقولولي ايه علاقة الرصيف بالنضافة ؟ اقولكم أن كل أرصفة مصر بلا استثناء ريحتها وحشة وكأن الناس فهمت أن وظيفة الأرصفة مش السير عليها وإنما تسيير أمور أى زنقة يتعرض ليها الواحد وهو ماشي على الرصيف.
أنا عارفة أن النقطة الأولى مقرفة ، أنا نفسي قرفت وأنا بتكلم عنها ومش قادرة أتكلم عنها أكتر من كده.
· تاني سلبية هى التدخل فيما لا يعنيه، الشعب المصري فضولي إلي أقصى درجة ، بيحب النميمة والرغي قد عنيه ، يحب الهوجة واللمة لمجرد أنه يعرف فيه ايه ؟ ، تلاقي زحمة الناس ملمومة علي خناقة جامدة موت والسبب عاوزين يعرفوا بيتخانقوا ليه ، وانتوا مالكم ياحشريين ، خلاف في وجهات النظر خليكم في حالكم .
ده غير إن الشعب المصري بيحب الطوابير قوي ، تروح أي مكان تلاقي طوابير ، طوابير علي العيش وطوابير علي استخراج البطاقات الشخصية أو شهادات الميلاد، طوابير على تذاكر المترو أو عند دفع فاتورة التليفون ، طوابير طوابير طوابير ، أسهل حاجة في الدنيا عند الشعب المصري
تعمل طابور .
ده غير بقي أحسن حاجة في الموضوع ، الشعب المصري بيحب الفتاوى والإشاعات جداً ، أي حاجة يطلع إشاعة أو فتوى من الهوا ، بلزمة أو من غير لزمة ، لمجرد أنه يبقى اسمه أبو العريف أو يبقى منظره مش وحش قدام أي حد بيسأله ، الموضوع ده بيبان قوى لما تسأل حد في الشارع عن عنوان شارع أو حاجة أنت بتدور عليها ، تلاقي الواحد يغمض عين ويفتح عين دلالة على التفكير ويقول " بص ياسيدي انت تاخد يمين في شمال في يمين تاني وبعدين تمشي على طول تلاقي نفسك في المكان اللي انت عاوزه" ، تمشي حسب ماقال تلاقي نفسك في حتة تانية تقابل واحد تاني يقولك " انت ايه اللي جابك من الطريق ده ؟ لالالا انت تمشي شمال علي طول وأول يمين تدخل فيه" وتلاقي نفسك برضه في مكان غلط ، الناس عندها مشكلة إنها تقولك أنا أسف معرفش ، كأنها لو قالتها بتتنازل عن جزء من كرامتها اللي أصلاً معدومة !!!
· آفة الشعب المصري من وجهة نظري هى الواسطة ، الواسطة في كل حاجة فعلا مش بس في الوظايف ، ياريتها تيجي على قد الوظايف وبس ، لو رحت مثلاً أى مصلحة حكومية عشان تعمل أي حاجة تلاقي الموظف كشر في وشك تكشيرة تقطع الخميرة من البيت ويقفلك الدنيا في وشك ويوقفلك المراكب السايرة لمجرد إنك مش من طرف فلان أو علان ، ده غير الواسطة التي لاتفشل ، إنك مش عارف تفتح مخك معاه ومتعرفش شعار " أبجني تجدني ".
ده غير طبعاً الوظائف ، تلاقي الواحد من دول طالع عينه مذاكرة وطموح أنه يبقي حاجة في حياته وتروح منه الوظيفة لمجرد إن دلوع ماما إبن أخت معالي الباشا – بالرغم من إن الألقاب إتلغت رسمياُ بس البشوات لسة موجودين- اتخرج السنة دي بعد 8 سنين فشل وعاوز يشتغل ، وانت اللي محتاج الوظيفة أكتر منه مش عندك عمو الباشا، يبقى مالكش حق تعيش أو تشتغل!!!
المصيبة بقى أن الواحد من دول يقعد في منصب من هنا، ويمسك فيه في إيديه وسنانه لمدة طويييييييييلة جداً يمارس بقى رؤيته الخاصة اللي غالباً بتكون لصالحه ، ويطلع في التليفزيون ماسك سبحة وعلامة الصلاة في دماغة ايه وكرشه قدامه 5 متر ، ويقولك أحنا بنوفر 1000000000000 فرصة عمل للشباب عشان عاوزين أفكار جديدة لأن دي سياسة الحزب اللي بننتمي ليه اللي دايما بعتمد على الوجوه الجديدة إنطلاقاً من مبدأ تكافؤ الفرص أمام الشباب !!!!
· الدجل والشعوذة والأفكار الخاطئة التي يتميز بها المجتمع المصري ، المجتمع بيصرف فلوس كتيرة جداً علي الدجل والعرافين والمشعوذين ، الواحدة تدفع قد كده عشان تتجوز أو تضر واحدة أو تخطف جوز واحدة أو تربط جوزها جنبها ، والمشكلة أن كل ده نصب في نصب ، والمصيبة الأكبر أن اللي بيلجأ لكل ده بيدخل في حكم الملحد أو المشرك والعياذ بالله
المصيبة الكبرى بقى زيارة الأضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين –وما أكثرهم في مصر- ، تلاقي الواحد متعلق بمقام السيدة زينب أو سيدنا الحسين " والنبي يأم هاشم – ولد يأم هاشم – مدد يا حسين مدد " ، وده كفر ، والله العظيم كفر ، ربنا هو اللي بإيده كل شئ ، تحاول تفهم الناس دول كده يبصولك كأنك إنت الكافر ، إزاى تقول كده علي ناس مبروكة زى دول ، يبقوا عاوزين يموتوك وإنت واقف ، تقولهم حرام ولا هما هنا .
سؤال بقى كده على الماشي، كلنا عارفين إن السيدة زينب ورأس سيدنا الحسين فقط – رضي الله عنهم- مدفونين في مصر، محدش سأل نفسه مرة مين السيدة عائشة " السيدة عيشة" اللي مدفونة في مصر ؟ أوعى حد يقولي دي السيدة عائشة زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام معروف إنها دٌفنت المملكة العربية السعودية ، طب تبقى مين دي بقى اللي مدفونة عندنا والناس بتتبرك بيها وتروح تصلي عندها؟؟؟ سؤال يطرح نفسه.
· آخر السلبيات التي أود الحديث عنها هي سلبية لا أعتقد أننا نستطيع التخلص منها قريباً ، وهي ليست سلبية بقدر ماهى لعنة أٌصبنا بها منذ عام 1981 ومازالت مستمرة حتى الآن ، وهى لعنة " مبارك" ، من ساعة ماتولدت وبابا حسني هو ريسنا ، هو اللى مأكلنا واللي مشبعنا ومهنينا ، كبرت شوية وقالولنا " اخترناك وبايعناك وإحنا معاك لماشاء الله " وتقريباً الجزء التاني بس هو الصح ، لأن معتقدش أن أى حد محترم إختاره أو بايعه زى ما الأغنية قالت ، إنما هي حبة نفاق علي شوية إبتذال ساذج طلعتلنا أغنية سخيفة أتحققت للأسف والمصيبة إنه مصدق .
كبرت أكتر وبابا حسني لسة موجود وعايش على وش الدنيا ، والمصيبة إن الناس بدأت تتكلم عن التوريث وإن جيمي مبارك هايبقى ريسنا القادم ، والمصيبة الأكبر إن الناس ساكتة ومش بتتكلم ، وكأنها راضية بالموضوع وعادي ، مبارك راح وأهو إبنه جه ، ايه الجديد؟
الجديد سلبية جديدة طلعت بيها وهي سلبية الشعب المصري نفسه، المصريين مستسلمين ومستكينين وعادي ، ياعم خلينا في حالنا ، بلاش نتكلم ، عندنا عيال عاوزين نربيها ، محدش بينام من غير عشا ، والنتيجة ظلم وفساد وتخلف والبلد بترجع لورا مش بتتحرك لقدام .
أعتقد إن دي أسوأ سلبية اٌبتلينا بها ونابعة من الشخصية المصرية الأصيلة ، أصل الموضوع ده من أيام الفراعنة، المشكلة إن هو كمان مغيب عقلياً وبيعتمد على كلام بطانته اللي للأسف بتنافقه وبتقوله كلام غير الواقع ، خايفة يحصل نفس اللي حصل للملك سيتي الأول الذي حكم مصر واستمر حكمه عمراً طويلاً حتى أعتزل الحياة لكبر سنه ، حاشيته تصور له أن مصر جنة الله في الأرض ، الناس كل يوم بتاكل لحمة ، والعيش كتير بس هما اللى بياكلوا كتير ، الناس بتروح تشجع المنتخب وكل اللي شاغلها قضية حسنى عبد ربه والحضرى ، المشكلة إن فرعون مصر لم يعلم أن الشعب المصري بياكل لحمة حمير وقطط وكلاب ، وإن مفيش دقيق أصلاً عشان العيش ، النتيجة إن الشعب قام بثورة ضد الفرعون سيتي الأول وأعدموه ، راجعوا التاريخ ياجماعة بيقول كلام كله حكم ،وصدقوني كتير جدا التاريخ بيعيد نفسه.
تحدثت كثيراً عن السلبيات دون أن أتحدث عن الإيجابيات ، حد يسألني " هو بعد كل ده فيه إيجابيات ؟" آه طبعاً فيه ، كل حاجة في مصر حلوة وجميلة ، بس إحنا اللى بنوحشها بإيدينا ، العيب مش في البلد ، ربنا أعطي هذه البلد كل ما تحتاجه من خير من قديم الأزل ومازال الخير مستمر طول ما النيل مستمر ، النيل اللى هو رمزنا وتاريخنا ، بتحكي تاريخ رجالة عملت حضارة كانت أساس لكل الحضارات ، بيحكي عن البنات الحلوة والشباب السمر اللى دمهم خفيف ، بتحكي عن جيوش أتهزمت علي ايديهم ، وبيحكي عن بلد محدش قدر يكسرها غير ولادها ، ولادها اللى ساكتين على الظلم اللى بيحصل فيها ومش بيتحركوا لأنهم خايفين يتغيروا للأحسن، ايه مش ناويين تتغيروا ؟ ؟؟؟
فمن واقع خبرتي المتواضعة التي لا تتجاوز العقدين من الزمان وجدت مجموعة من السلبيات التي لا نحتاجها في حياتنا وأرى أنها تضر المجتمع أكثر من إفادته ، سلبيات فوجئت بأن معظمها نابع من الشعب المصري ذاته ولم ينزل بها الله من سلطان ، وكلما تزايدت هذه السلبيات رسوخاً كلما تناقصت الإيجابيات النابعة هي الأخرى من الشخصية المصرية .
وحاولت حصر بعض السلبيات التي نبتلي بها في مجتمعنا المصري ، وفي الوقت ذاته حصراً آخر لبعض الإيجابيات التي أرغب في أن تزيد في مجتمعنا لعلنا ننتبه ونتعلم ونصحح الوضع المتدهور الذي نعيش فيه.
· أول هذه السلبيات سلبية النظافة ، ربما يندهش البعض ، ولكني أرى أن هذه نقيصة تنبع من الشعب المصري ذاته .
لماذا لا يستحم المواطن المصري؟ سؤال يطرح نفسه؟ هل يظن مثلاً أن رائحته الكريهة تعطيه عبقاً ساحراً يجذب النساء؟ أم أنه عكس الحديث الشريف " النظافة من الإيمان" إلى عدم النظافة مثلاً ؟ أعتقد كل من يستقل أي وسيلة مواصلات عامة سيعاني من هذه المشكلة خاصة في الصيف الذي ينعقد بين المواطن المصري وبين الدش علاقة عداوة شديدة ،تخيل الوضع معي لو للحظة ، الجو حر نااااااااااار ، وراكبين اتوبيس أو مترو، والدنيا زحمة وخنقة ومش قادر تاخد نفسك تلاقي حد قعد جنبك ريحته عرق شنيع والمشكلة أنه عادي ولا كأنه حاطط بارفان من كريستيان ديور ، في بعض الأحيان استطيع أن أفهم لماذا يقتل الناس بعضهم البعض لأتفه الأسباب.
لا يقتصر الوضع علي المواصلات العامة بل على المراحيض العامة ، ياجماعة أبوس أيديكو شدوا السيفون ، إيديكم هاتتكسر؟ ، الواحد يدخل سينما أو مول أو حتى في كلية أو مدرسة أو أي مكان عام والسلام وتلاقي الحمام غير صالح للاستخدام الآدمي على الإطلاق ، وتسأل ليه كده يقولك مش مشكلة أحنا مش في بيتنا ، مانت اكيد في بيتك كده!!!!
اللي يغيظ ويخلي الواحد يشد في شعره أن الناس بترفض تمشي على الرصيف ، هاتقولولي ايه علاقة الرصيف بالنضافة ؟ اقولكم أن كل أرصفة مصر بلا استثناء ريحتها وحشة وكأن الناس فهمت أن وظيفة الأرصفة مش السير عليها وإنما تسيير أمور أى زنقة يتعرض ليها الواحد وهو ماشي على الرصيف.
أنا عارفة أن النقطة الأولى مقرفة ، أنا نفسي قرفت وأنا بتكلم عنها ومش قادرة أتكلم عنها أكتر من كده.
· تاني سلبية هى التدخل فيما لا يعنيه، الشعب المصري فضولي إلي أقصى درجة ، بيحب النميمة والرغي قد عنيه ، يحب الهوجة واللمة لمجرد أنه يعرف فيه ايه ؟ ، تلاقي زحمة الناس ملمومة علي خناقة جامدة موت والسبب عاوزين يعرفوا بيتخانقوا ليه ، وانتوا مالكم ياحشريين ، خلاف في وجهات النظر خليكم في حالكم .
ده غير إن الشعب المصري بيحب الطوابير قوي ، تروح أي مكان تلاقي طوابير ، طوابير علي العيش وطوابير علي استخراج البطاقات الشخصية أو شهادات الميلاد، طوابير على تذاكر المترو أو عند دفع فاتورة التليفون ، طوابير طوابير طوابير ، أسهل حاجة في الدنيا عند الشعب المصري
تعمل طابور .
ده غير بقي أحسن حاجة في الموضوع ، الشعب المصري بيحب الفتاوى والإشاعات جداً ، أي حاجة يطلع إشاعة أو فتوى من الهوا ، بلزمة أو من غير لزمة ، لمجرد أنه يبقى اسمه أبو العريف أو يبقى منظره مش وحش قدام أي حد بيسأله ، الموضوع ده بيبان قوى لما تسأل حد في الشارع عن عنوان شارع أو حاجة أنت بتدور عليها ، تلاقي الواحد يغمض عين ويفتح عين دلالة على التفكير ويقول " بص ياسيدي انت تاخد يمين في شمال في يمين تاني وبعدين تمشي على طول تلاقي نفسك في المكان اللي انت عاوزه" ، تمشي حسب ماقال تلاقي نفسك في حتة تانية تقابل واحد تاني يقولك " انت ايه اللي جابك من الطريق ده ؟ لالالا انت تمشي شمال علي طول وأول يمين تدخل فيه" وتلاقي نفسك برضه في مكان غلط ، الناس عندها مشكلة إنها تقولك أنا أسف معرفش ، كأنها لو قالتها بتتنازل عن جزء من كرامتها اللي أصلاً معدومة !!!
· آفة الشعب المصري من وجهة نظري هى الواسطة ، الواسطة في كل حاجة فعلا مش بس في الوظايف ، ياريتها تيجي على قد الوظايف وبس ، لو رحت مثلاً أى مصلحة حكومية عشان تعمل أي حاجة تلاقي الموظف كشر في وشك تكشيرة تقطع الخميرة من البيت ويقفلك الدنيا في وشك ويوقفلك المراكب السايرة لمجرد إنك مش من طرف فلان أو علان ، ده غير الواسطة التي لاتفشل ، إنك مش عارف تفتح مخك معاه ومتعرفش شعار " أبجني تجدني ".
ده غير طبعاً الوظائف ، تلاقي الواحد من دول طالع عينه مذاكرة وطموح أنه يبقي حاجة في حياته وتروح منه الوظيفة لمجرد إن دلوع ماما إبن أخت معالي الباشا – بالرغم من إن الألقاب إتلغت رسمياُ بس البشوات لسة موجودين- اتخرج السنة دي بعد 8 سنين فشل وعاوز يشتغل ، وانت اللي محتاج الوظيفة أكتر منه مش عندك عمو الباشا، يبقى مالكش حق تعيش أو تشتغل!!!
المصيبة بقى أن الواحد من دول يقعد في منصب من هنا، ويمسك فيه في إيديه وسنانه لمدة طويييييييييلة جداً يمارس بقى رؤيته الخاصة اللي غالباً بتكون لصالحه ، ويطلع في التليفزيون ماسك سبحة وعلامة الصلاة في دماغة ايه وكرشه قدامه 5 متر ، ويقولك أحنا بنوفر 1000000000000 فرصة عمل للشباب عشان عاوزين أفكار جديدة لأن دي سياسة الحزب اللي بننتمي ليه اللي دايما بعتمد على الوجوه الجديدة إنطلاقاً من مبدأ تكافؤ الفرص أمام الشباب !!!!
· الدجل والشعوذة والأفكار الخاطئة التي يتميز بها المجتمع المصري ، المجتمع بيصرف فلوس كتيرة جداً علي الدجل والعرافين والمشعوذين ، الواحدة تدفع قد كده عشان تتجوز أو تضر واحدة أو تخطف جوز واحدة أو تربط جوزها جنبها ، والمشكلة أن كل ده نصب في نصب ، والمصيبة الأكبر أن اللي بيلجأ لكل ده بيدخل في حكم الملحد أو المشرك والعياذ بالله
المصيبة الكبرى بقى زيارة الأضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين –وما أكثرهم في مصر- ، تلاقي الواحد متعلق بمقام السيدة زينب أو سيدنا الحسين " والنبي يأم هاشم – ولد يأم هاشم – مدد يا حسين مدد " ، وده كفر ، والله العظيم كفر ، ربنا هو اللي بإيده كل شئ ، تحاول تفهم الناس دول كده يبصولك كأنك إنت الكافر ، إزاى تقول كده علي ناس مبروكة زى دول ، يبقوا عاوزين يموتوك وإنت واقف ، تقولهم حرام ولا هما هنا .
سؤال بقى كده على الماشي، كلنا عارفين إن السيدة زينب ورأس سيدنا الحسين فقط – رضي الله عنهم- مدفونين في مصر، محدش سأل نفسه مرة مين السيدة عائشة " السيدة عيشة" اللي مدفونة في مصر ؟ أوعى حد يقولي دي السيدة عائشة زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام معروف إنها دٌفنت المملكة العربية السعودية ، طب تبقى مين دي بقى اللي مدفونة عندنا والناس بتتبرك بيها وتروح تصلي عندها؟؟؟ سؤال يطرح نفسه.
· آخر السلبيات التي أود الحديث عنها هي سلبية لا أعتقد أننا نستطيع التخلص منها قريباً ، وهي ليست سلبية بقدر ماهى لعنة أٌصبنا بها منذ عام 1981 ومازالت مستمرة حتى الآن ، وهى لعنة " مبارك" ، من ساعة ماتولدت وبابا حسني هو ريسنا ، هو اللى مأكلنا واللي مشبعنا ومهنينا ، كبرت شوية وقالولنا " اخترناك وبايعناك وإحنا معاك لماشاء الله " وتقريباً الجزء التاني بس هو الصح ، لأن معتقدش أن أى حد محترم إختاره أو بايعه زى ما الأغنية قالت ، إنما هي حبة نفاق علي شوية إبتذال ساذج طلعتلنا أغنية سخيفة أتحققت للأسف والمصيبة إنه مصدق .
كبرت أكتر وبابا حسني لسة موجود وعايش على وش الدنيا ، والمصيبة إن الناس بدأت تتكلم عن التوريث وإن جيمي مبارك هايبقى ريسنا القادم ، والمصيبة الأكبر إن الناس ساكتة ومش بتتكلم ، وكأنها راضية بالموضوع وعادي ، مبارك راح وأهو إبنه جه ، ايه الجديد؟
الجديد سلبية جديدة طلعت بيها وهي سلبية الشعب المصري نفسه، المصريين مستسلمين ومستكينين وعادي ، ياعم خلينا في حالنا ، بلاش نتكلم ، عندنا عيال عاوزين نربيها ، محدش بينام من غير عشا ، والنتيجة ظلم وفساد وتخلف والبلد بترجع لورا مش بتتحرك لقدام .
أعتقد إن دي أسوأ سلبية اٌبتلينا بها ونابعة من الشخصية المصرية الأصيلة ، أصل الموضوع ده من أيام الفراعنة، المشكلة إن هو كمان مغيب عقلياً وبيعتمد على كلام بطانته اللي للأسف بتنافقه وبتقوله كلام غير الواقع ، خايفة يحصل نفس اللي حصل للملك سيتي الأول الذي حكم مصر واستمر حكمه عمراً طويلاً حتى أعتزل الحياة لكبر سنه ، حاشيته تصور له أن مصر جنة الله في الأرض ، الناس كل يوم بتاكل لحمة ، والعيش كتير بس هما اللى بياكلوا كتير ، الناس بتروح تشجع المنتخب وكل اللي شاغلها قضية حسنى عبد ربه والحضرى ، المشكلة إن فرعون مصر لم يعلم أن الشعب المصري بياكل لحمة حمير وقطط وكلاب ، وإن مفيش دقيق أصلاً عشان العيش ، النتيجة إن الشعب قام بثورة ضد الفرعون سيتي الأول وأعدموه ، راجعوا التاريخ ياجماعة بيقول كلام كله حكم ،وصدقوني كتير جدا التاريخ بيعيد نفسه.
تحدثت كثيراً عن السلبيات دون أن أتحدث عن الإيجابيات ، حد يسألني " هو بعد كل ده فيه إيجابيات ؟" آه طبعاً فيه ، كل حاجة في مصر حلوة وجميلة ، بس إحنا اللى بنوحشها بإيدينا ، العيب مش في البلد ، ربنا أعطي هذه البلد كل ما تحتاجه من خير من قديم الأزل ومازال الخير مستمر طول ما النيل مستمر ، النيل اللى هو رمزنا وتاريخنا ، بتحكي تاريخ رجالة عملت حضارة كانت أساس لكل الحضارات ، بيحكي عن البنات الحلوة والشباب السمر اللى دمهم خفيف ، بتحكي عن جيوش أتهزمت علي ايديهم ، وبيحكي عن بلد محدش قدر يكسرها غير ولادها ، ولادها اللى ساكتين على الظلم اللى بيحصل فيها ومش بيتحركوا لأنهم خايفين يتغيروا للأحسن، ايه مش ناويين تتغيروا ؟ ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق