فى أثناء جولاتي فى قاهرتنا العزيزة ، لاحظت انتشار إعلانات غبية مستفزة على عواميد الإنارة المظلمة ليلاً والمنارة نهاراً كالعادة ، كإعلانات " وقفة مصرية" – " وقفة مع نفسنا .. نرتاح كلنا " ، الإعلانات بصراحة استفزتني من ناحيتين ، ناحية دراسية بحتة لأني دارسة للدعاية ، وناحية " مصرية " من منطلق إني مصرية برضه ، ولازم أقف مع نفسي .
نتكلم الأول عن الوقفة المصرية اللي استفزتني أكتر ، فمن ضمن الحاجات اللي شفتها فى الإعلانات " وقفة مع نفسنا نتعلم كلنا " سالت نفسي ، نتعلم ايه وليه ؟ خلينا بس صرحا مع بعض ، مناهج التعليم فى مصر مصممة بحيث تحول اينشتاين لأغبى حمار فى الدنيا ، مناهج كل هدفها الحشو والمط والتطويل وقواعد غبية عفا عليها الزمن ومصممين يعلموها للأطفال ، مع إن الطفل المصري من أعلى معدلات الذكاء فى العالم ، وبعدين يتعلم ازاي يعنى فى ظروف لا تصلح أصلا لتعليم رعى الغنم ، الفصل فيه اكتر من 60 طالب ، مفيش حوش ، مفيش وسائل مساعدة ، مفيش مدرسين فاهمين ولا واعيين ، أهم بيحفظوا العيال وخلاص ، مفيش ... مفيش ....، أنا طبعاً بتكلم عن الفئة الغالبة من الشعب المصري مش بتكلم عن المدارس الأمريكاني والبريطاني والفرنساوي ، أصلى مش بعتبرهم من هنا ، إحنا ناس عرب والمفروض نتعلم العربي ، مالنا إحنا ومال الناس التانية؟
ندخل بقى علي الجامعة ، الشاب من دول يا ولداه داخل عارف أن " طريقه مسدود مسدود مسدود " ، أصلاً التعليم برضه مش بيشجع ، دكاترة عقلهم وقف عند مرحلة معينة مش بيتقدم لا بيتأخر ، وعندهم كلاكيع الدنيا والآخرة بيطلعوها على الشباب الغلبان ، ده غير بقى لما يتخرج ، مش لاقى وظيفة لان المفروض يبقى الانجلش بتاعه برفكت والكمبيوتر اكسلنت ، والحاجات دي عاوزة فلوس ، طب يجيب منين؟ .
النقطة دى بقى مرتبطة بنقطة تانية معمولة في إعلان تاني من إعلانات الوقفة المصرية ، " نحكم عقلنا نشتغل كلنا " يعني نعمل ايه يعنى؟ قلنا إن الشاب من دول بيحفى لغاية لما يخلص تعليم ، ولو عرف ياخد كورسات يبقى واد فتك وجامد ومية مية ، بس ناسي أهم مشكلة ، الواسطة ، يجيب واسطة منين عشان يشتغل؟ ده لو عاوز يشتغل أوفيس بوى " ساعي يعني" في أى شركة عاوز واسطة ،طب يعمل ايه؟ ولو لقي وظيفة مش أد طموحه وأحلامه واللي هو عاوزه لنفسه ، المفروض الاعلان ده يبقى نفتح مخنا نشتغل كلنا ، يعني ادفع للواسطة من سكات وإنت عارف عشان تشتغل ، ومش هاتكلم فى النقظة دي كتير عشان بتخنق الصراحة.
نيجي بقى لوقفة مهمة جدا ، وهي وقفتنا مع الأكل " الفود يعنى " ، اعلان حلو كده مكتوب عليه " نحكم عقلنا نشبع كلنا " وتحتيها كده رغيف عيش طازة وحلو ومية مية ، طب سؤال هنا للعبقري اللى عمل الإعلان ، هو فين العيش أصلاً ؟ إنت ناسي يامحترم إن فيه أزمة عيش؟ محدش قاله إن الناس الغلبانة مش لاقية عيش عدل عليه القيمة ولو لقت بيبقى عيش غير صالح للاستخدام الآدمي ، لا طبعاً اللى عامل الحملة الإعلانية دى بالنسبة ليه الناس كلها بتاكل ريتش بيك وفينو توست وكايزر ،ومستخدم الرغيف البلدي على أساس بيقول ياجماعة بلاش تاكلوا فينو وكلوا بلدي ورشدوا الاستهلاك.
وإذا كان قصده ترشيد الاستهلاك ، فنرشده إزاى يعني؟ جاى تغير عادات غلط في الأكل بقالها 7 آلاف سنة بحملة إعلانية عبيطة زى دى؟ إنت حتى مستخدمتش المدخل الدينى ، لا إنت اعتبرت أنك بتكلم أطفال ، بتديهم نصايح زى " أغسل يديك قبل الأكل وبعده " ناقص تقولهم اغسلوا رجيلكم واشربوا اللبن عشان فيه كالسيوم ، الموضوع ده كمان على الحملة الخاصة بمياه الشرب ، نحكم عقلنا نشرب كلنا حاجة زى كده ، طب ما تيجى كده تقول الكلام ده لقرى الدلتا اللى تقريبا من أول رمضان مش لاقية نقطة مية فى عز الحر ، وغيرهم المية عنده كتير لدرجة انه مش بيشرب مية من الحنفية ، ياى بيئة ، اجنا بنشرب مية معدنية بيور ، طب تقول ايه للناس دى يعنى؟ ، هاتقولهم نحكم عقلنا نشرب كلنا ، ده كلام بالذمة ؟ بجد هاتنقط.
الحملة الاعلانية دى من الناحية الفنية والاجتماعية تافهة وهايفة وغلط فى غلط ، يا استاذة ياللى مفكرين نفسكم بتفهموا فى الدعاية والاعلان ، لو انتو كنتو دارسين حاجة عن الحملات ، كنتو تعرفوا ان أ ب حملات دعائية هو دراسة الجمهور المستهدف ، ايه بقى الدراسة اللى استندتوا عليها؟ رحتوا بلد تانية عملتوا فيها دراسة ورجعتوا؟ ، انتو عايشين معانا فى البلد دى؟ ، ياجماعة البلد دى ماينفعش معاها وقفة ولا يحزنون ، دى لازملها كده تغيير جذرى ميتعملش بحملة زى دى ، الحملة بتاعتكم دى تبلوها وتشربوا ميتها عشان لا حياة فيمن تنادى ، الشعب ده لو كان عاوز يحكم عقله كان حكمه من زمان لما كان عنده عقل ، بس دلوقتى جاى تقوله نحكم عقلنا نرتاح كلنا؟ هو فين العقل ده يا سادة؟ اول دليل على ان مفيش عقل عند الشعب المصرى هو حملتكم دى ، مفيش عقل ، يبقى مفيش تحكيم للعقل ، يبقى مفيش وقفة مع نفسنا ، يبقى مفيش شعب ، يبقى ايه؟ يبقى قوم اقف وانت بتكلمنى.
نتكلم الأول عن الوقفة المصرية اللي استفزتني أكتر ، فمن ضمن الحاجات اللي شفتها فى الإعلانات " وقفة مع نفسنا نتعلم كلنا " سالت نفسي ، نتعلم ايه وليه ؟ خلينا بس صرحا مع بعض ، مناهج التعليم فى مصر مصممة بحيث تحول اينشتاين لأغبى حمار فى الدنيا ، مناهج كل هدفها الحشو والمط والتطويل وقواعد غبية عفا عليها الزمن ومصممين يعلموها للأطفال ، مع إن الطفل المصري من أعلى معدلات الذكاء فى العالم ، وبعدين يتعلم ازاي يعنى فى ظروف لا تصلح أصلا لتعليم رعى الغنم ، الفصل فيه اكتر من 60 طالب ، مفيش حوش ، مفيش وسائل مساعدة ، مفيش مدرسين فاهمين ولا واعيين ، أهم بيحفظوا العيال وخلاص ، مفيش ... مفيش ....، أنا طبعاً بتكلم عن الفئة الغالبة من الشعب المصري مش بتكلم عن المدارس الأمريكاني والبريطاني والفرنساوي ، أصلى مش بعتبرهم من هنا ، إحنا ناس عرب والمفروض نتعلم العربي ، مالنا إحنا ومال الناس التانية؟
ندخل بقى علي الجامعة ، الشاب من دول يا ولداه داخل عارف أن " طريقه مسدود مسدود مسدود " ، أصلاً التعليم برضه مش بيشجع ، دكاترة عقلهم وقف عند مرحلة معينة مش بيتقدم لا بيتأخر ، وعندهم كلاكيع الدنيا والآخرة بيطلعوها على الشباب الغلبان ، ده غير بقى لما يتخرج ، مش لاقى وظيفة لان المفروض يبقى الانجلش بتاعه برفكت والكمبيوتر اكسلنت ، والحاجات دي عاوزة فلوس ، طب يجيب منين؟ .
النقطة دى بقى مرتبطة بنقطة تانية معمولة في إعلان تاني من إعلانات الوقفة المصرية ، " نحكم عقلنا نشتغل كلنا " يعني نعمل ايه يعنى؟ قلنا إن الشاب من دول بيحفى لغاية لما يخلص تعليم ، ولو عرف ياخد كورسات يبقى واد فتك وجامد ومية مية ، بس ناسي أهم مشكلة ، الواسطة ، يجيب واسطة منين عشان يشتغل؟ ده لو عاوز يشتغل أوفيس بوى " ساعي يعني" في أى شركة عاوز واسطة ،طب يعمل ايه؟ ولو لقي وظيفة مش أد طموحه وأحلامه واللي هو عاوزه لنفسه ، المفروض الاعلان ده يبقى نفتح مخنا نشتغل كلنا ، يعني ادفع للواسطة من سكات وإنت عارف عشان تشتغل ، ومش هاتكلم فى النقظة دي كتير عشان بتخنق الصراحة.
نيجي بقى لوقفة مهمة جدا ، وهي وقفتنا مع الأكل " الفود يعنى " ، اعلان حلو كده مكتوب عليه " نحكم عقلنا نشبع كلنا " وتحتيها كده رغيف عيش طازة وحلو ومية مية ، طب سؤال هنا للعبقري اللى عمل الإعلان ، هو فين العيش أصلاً ؟ إنت ناسي يامحترم إن فيه أزمة عيش؟ محدش قاله إن الناس الغلبانة مش لاقية عيش عدل عليه القيمة ولو لقت بيبقى عيش غير صالح للاستخدام الآدمي ، لا طبعاً اللى عامل الحملة الإعلانية دى بالنسبة ليه الناس كلها بتاكل ريتش بيك وفينو توست وكايزر ،ومستخدم الرغيف البلدي على أساس بيقول ياجماعة بلاش تاكلوا فينو وكلوا بلدي ورشدوا الاستهلاك.
وإذا كان قصده ترشيد الاستهلاك ، فنرشده إزاى يعني؟ جاى تغير عادات غلط في الأكل بقالها 7 آلاف سنة بحملة إعلانية عبيطة زى دى؟ إنت حتى مستخدمتش المدخل الدينى ، لا إنت اعتبرت أنك بتكلم أطفال ، بتديهم نصايح زى " أغسل يديك قبل الأكل وبعده " ناقص تقولهم اغسلوا رجيلكم واشربوا اللبن عشان فيه كالسيوم ، الموضوع ده كمان على الحملة الخاصة بمياه الشرب ، نحكم عقلنا نشرب كلنا حاجة زى كده ، طب ما تيجى كده تقول الكلام ده لقرى الدلتا اللى تقريبا من أول رمضان مش لاقية نقطة مية فى عز الحر ، وغيرهم المية عنده كتير لدرجة انه مش بيشرب مية من الحنفية ، ياى بيئة ، اجنا بنشرب مية معدنية بيور ، طب تقول ايه للناس دى يعنى؟ ، هاتقولهم نحكم عقلنا نشرب كلنا ، ده كلام بالذمة ؟ بجد هاتنقط.
الحملة الاعلانية دى من الناحية الفنية والاجتماعية تافهة وهايفة وغلط فى غلط ، يا استاذة ياللى مفكرين نفسكم بتفهموا فى الدعاية والاعلان ، لو انتو كنتو دارسين حاجة عن الحملات ، كنتو تعرفوا ان أ ب حملات دعائية هو دراسة الجمهور المستهدف ، ايه بقى الدراسة اللى استندتوا عليها؟ رحتوا بلد تانية عملتوا فيها دراسة ورجعتوا؟ ، انتو عايشين معانا فى البلد دى؟ ، ياجماعة البلد دى ماينفعش معاها وقفة ولا يحزنون ، دى لازملها كده تغيير جذرى ميتعملش بحملة زى دى ، الحملة بتاعتكم دى تبلوها وتشربوا ميتها عشان لا حياة فيمن تنادى ، الشعب ده لو كان عاوز يحكم عقله كان حكمه من زمان لما كان عنده عقل ، بس دلوقتى جاى تقوله نحكم عقلنا نرتاح كلنا؟ هو فين العقل ده يا سادة؟ اول دليل على ان مفيش عقل عند الشعب المصرى هو حملتكم دى ، مفيش عقل ، يبقى مفيش تحكيم للعقل ، يبقى مفيش وقفة مع نفسنا ، يبقى مفيش شعب ، يبقى ايه؟ يبقى قوم اقف وانت بتكلمنى.
هناك 3 تعليقات:
مبرووك بالمودنه الجديده
وانا ضحكت مووت علي قوم اقف وانت بتكلمني
وحكومتنا شعارها غبي منه فيه
والله انتى دماغك عالية هما كل الزملكاوية كده فنانين حتى فى تفكيرهم
اولا احب اعرفك على نفسى
انا كاظم من فلسطين
وقرأت مدونتك أحب أبارك لكى على مجهودك الرائع فى تنظيمها
وان شاء الله ربنا يفرجها علينا جميعا
تحياتى
إرسال تعليق